2011/07/13

من وحي السفــر ،،

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،،


بيني ، وبين السفر .. رباطُ لا يَنفصل !
هذا ما بدأت أُوقن به .. مع مرور الزمـن ,,


بأفراحه .. وأطراحه .. بسكونه ، وعذاباته .. حتى بإرهـاقه .. طوله ، وقصره .. كل شيء بِه !


حتى أظن أن بعض الطرق قد عرفتني ، وحفظت ملامحي .. من كثرة تردادي عليهـا ..


كعادتي .. وفي تلك الساعة المبكرة من الصباح - بعد الفجر - .. وفي موقف السيارات .. أبحث عن تلك السيارة الذي سأركبها إلى ذاك المكان الآخـر ،،
استمتع إلى حد كبير .. بالاستماع إلى نقاشات الناس باختلاف طبقاتهم . في المواصلات .. خاصةً إن كانت ستتجاوز الساعة ..
فاعلم يَقينًا أنك سترى تعارفًا بين الرُكاب .. ثُمّ خوض في نقاش طويل .. في أي قضية من القضايا المعاصرة ..
ولا تنس أيضًا .. اصطحاب بعض أدوية الضغط .. فقد تشاء الأقدر أن تسمع نِقاشًا عَجيبًا .. !




بطبيعـة الحال .. مُعظم النقاشات في هذه الفترة .. تدور في نطاقات الثورة ، ما بين مؤيد .. معارض ..
ما بين هؤلاء الذين لازالوا يرون أنه خروج على الحاكم ، وهؤلاء الذين يفضلون الصمت .. ولا زالوا في نطاق الخوف !


كُـل شيء قد تلقاه ، وتسمتع إليه ..
أُحاول بقدر الإمكان تدوين آراء الناس .. وما أستمع إليه .. في محاولة لدراسة الواقع .. واقع أُناس وطبقة بسيطة من هذا الشعب ..
أذكر أني دخلت مرة .. في أحد هذه
النقاشات .. عندما لم تتحمل أذني .. وصف الثورة بأنها " حرام شرعًا" .. وأنها " خروج على الحاكم " !!
لكن .. بعض العقول .. لازالت تأبى الرأي الآخـر .. !


-- -- -- --- --


مشهــد سَريع ؛؛


يتوجب علينـا في ذاك الطريق الطويل .. المرور على أكثر من خمسة مقابر .. في مناطق متفرقة ..
وبعضهـا يسكن في عمق الصحراء ... تنظــر إليها من بين الكُثبان الرملية الكثيفـة .. !
أذكـر أنني من عدة أسابيع .. جاورت أمـًا كان يُرافقها ابنها الصغير - لا أظنه تجاوز الخامسة من عمره - ..
وبينمـا ينطلق السائع بسرعته الجنونيـة .. خرجت من ذاك الطفل سؤال :: " ماما .. هو في ناس ساكنين في البيوت دي ؟ "
فأجابت الأم .. رُبما في محاولة لإغلاق باب الحوار بالإيجاب .. فكانت ردة فعل الطفل التلقائية :" أكيد ناس صغيرين .. وقصيرين ..وبيوتهم صغيرة "
يقولها الطفل بتلقائية .. !
بينما كانت قلوبنا .. في تلك الحالة من الانقباض من المَشهد ..
رغم تِكراره .. إلا أنها في كُل مرة تنقبض .. وتسبح عقولنا بعيدًا !!
صَدقَ الصغير .. أجل صِغــار هُمْ .. رغمـ ما عاشوا مِن العُمــر !
صِغار .. لن تَكبرهُم سُوى أعمالهمـ .. !
ولو علمْ الطَفل الحقيقة .. لــرُبمــا صَمــتـ ,, !






-- -- -- -- --


مع طِـول السَفــر ..ورغَمْ رِباطنـا ..
يبقـى حديث الحبيب المصطفـى يخلد في ذاكرتي .. ويُخبرنـي بأنه رغم كُل شيء يبقـى قِطعة من العَذاب !






/






بَعيدًا عن كُل شيء ؛؛
اشتقتُ كثيرًا لرمـضانـ ،،
بروحانياته المُختلفة .. التي تنتشينا مِن عبث هذه الدنيا ، وأتعابها ..
اشتقتُ إلى النظر في وجوه الناس .. وتَفقدهـا .. فابتسم ، وأدرك أننا لازالنا بخـير .. !
اشتقتُ للكــثير .. لكل شيء .. يحويه هذا الشهـر المُبـارك .. !
فاللهمّ بلغنـا إياه بقُدرتك .. وتَقبله مِنّا ...




/




نسألكمـ الدعـاء بظهـر الغيب ،،


سُمــيَّـة !


-----


أســألـ مـا شئتـ .. من هُنـا ..

قـل مـا شئت .. من هُنـا ..
 

هناك تعليق واحد:

ابوجلال المصرى يقول...
أزال أحد مشرفي المدونة هذا التعليق.