2012/10/26

يوم ،، !

بسم الله الرحمن الرحيم ،،

:: / ::

يوم ،، !

حركة طبيعية في الشوارع .. غير أن الجميع يسير مُحملاً بالحقائب ..
نادرا ما تلقى أحدهم يسير خاليا أو حتى بمجرد حقيبة صغيرة ..
إنها " حقائب السفر " .. !!

في مدخل الكلية ؛ كم هائل من الحقائب لدرجة أن مدخل بعض الغرف قد اغلق تماما ..
فالجميع اليوم على موعد مع " السفر " .. !!:)

تجاوزت الساعة الثانية عصرا ؛
غادرت زميلتاي .. ودعتها بالسلام والتهنئة والشوق ، ووعد بلقاء قريب ..
كنت في انتظار موعد آخر .. لكن الله لم يدبر .. !!
توجعت .. دعوت الله وصمتت ،، /
اخترت مكانا بوسط الجامعة .. وضعت حقيبتي بجواري على المقعد .. ثم جلست اتابع المشهد ..

حركة سير الطلاب .. كل منهم يلملم أشياءه ، ويحمل حقيبة سفره ثم ينتظر موعده مع السفر أو ينطلق بنفسه ليجازف في زحام المواصلات بهذا اليوم خصيصا ..
عليّ فقط أن أتأمل وجوههم وأمارس هوايتي الدائمة .. لعلي أخرج بعضا من مكنونهم .. !
وقف البعض يلتقط صورا وكأنها مشهد اللقاء الأخير ..
والبعض الآخر آبى أن يغادر دون أن يسلم على الجميع .. يهنيء هذا ويُقبل ذاك ..
كانت ملامحهم مختلفة .. مختلطة ..
إلا أنهم تلاقوا جميعا في ذلك المشهد "تعب وإرهاق مليء بالفرح " ..

فسبحان من جعل العيد فرح .. ولقيا الأهل والأحبة سعد لا ينتهي.. !

خطوات سريعة تحت أشعة الشمس .. أو لنقل بقاياها ..
فما هي إلا دقائق .. وبدأ سيل من مطر . . !
تسارعت الخطوات أكثر .. أخرج الجميع أي شيء ليمنعوا عنهم سيل المطر وغزارته .. !

حينها فقط قررت تغيير مكاني .. لأقف أسفل المطر مباشرة ..
احتاج إلى الوقوف تحته كثيرا دون حاجز أو مانع .. أريد احتواء قطراته المتساقطة ..
أحب المطر كثيرا .. أخب محادثته ..
أعشق دعاء المطر .. أشعر أنه يذهب إلى السماء مُباشرةً بعد أن يُغسل من كل شيء فيكون نقيا طاهرا صادقا بلا شوائب ..
آرى مخيلتي كثيرا في تلك القطرات .. قطرات هاربة متناثرة تروي الأرض .. !
السماء تبكي مثلي .. بدلا عني .. هي إذن تشاركني حالي و تعلم همي

كنت محملة بشجن كبير ، وفرح ممتزج به بطريقة غريبة لا ادركها حقيقة ..
كان بعيني بقايا دمع حار -لكنه حُبس ولم ينزل من الأساس- .. ورغم هذا اشعر بسعادة .. !
كنت انتظر شيئا ما .. ربما فرجا أو غيث ..
أجل لعل هذا غيثي الذي انتظره .. لعلها رسالة يومي التي عجزت عن تلقيها منذ الصباح -وقد كنت فيما مضى التقطها سريعا- ..
ظللت تحت المطر .. حتى جاءت السيارة وحان موعد سفري ،، /

رددت دعوة واحدة .. استحفظتها عند الله .. !! ،/

بداخلي الكثير مما لا اجيد التعبير عنه حاليًا من شدة التشتيت والارهاق ..
وحده الله يعلم ..


سُميّة ، !!
24/ 10 / 2012 .. 9:30م
 -----

" هذا مجرد بوح .. المكان مكانكم " .. !

أسألكم الدعاء ,,