2011/11/11

بضع ساعات .. من يوم !!

بسم الله الرحمن الرحيم ،،

:: / ::

بدايةً ؛؛ كلّ عام وأنتم جميعًا بخــير ..
وعُذرًا لتأخر التهنئـة .. كُنا ولازلنا في عِراكِ ، وصراع مع القلم :) !
تقبلّ الله منا ، ومنكم صَالح الأعمال .. عسّاه عيدُ سعيد على الجميع . . . /

يا سادة - وقبل بداية القراءة - ؛؛ هذه مُجرد خواطر شخصية من واقع الحياة .. فنعتذر لإضاعة أوقاتكم ..  ولمن قرر الاستمرار في القراءة .. لا تنس تجديد النية .. /


كَانت المرة الأولى التي تَرى فيها الشارع وهي على أرضه  دون النظر من النافذة .. فلم تُخالط أحدًا مذ صلاة العيد ..
سَارت بخطواتهـا المُعتادة .. فقط تتأمل الشَارع .. تشعر وكأنه اختلف رغم أنها لم تغب كثيرًا .. وليست هذه هي المرة الأولى لغيابها عنه !
شعرت أنها لا تُدرك معالمه .. رغم أنها تحفظه جيدًا .. تسكن فيه من أعوام !
تُتابع تحركات الناس ، خطواتهم ، نظراتهم   .. تنظر في ملامح وجوههم لتعرف حقيقتهم .. مدى سعادتهم ، ومعاناتهم ..
تُحب كثيرًا هذه الهواية .. لكلّ ملمح دليل ، ولكلّ نظرة عين معنـى ..
البشر مُختلفون .. ورغم ذلك متشابهون .. وبشدة !


كان الوقت متأخرًا .. بالنسبة لها .. ولديها العديد من المواعيد المتتالية ..
ثمة سعادة ؛؛ فاليوم زفاف 3 من أخواتها - إحداهن في ذات جلستها التربوية ، ونفس دفعتها - .. إضافة لخطبة آخرى .. وحِنة أخت صديقتها -
اضطرت إلى ركوب أول مواصلة تلقاها فقد كانت في صراع مع الوقت ..
فور دخولها سمعت أحدهم يتحدث في هاتفه الجوال :: " الشيخ محمد عبدالمقصود مقالش مش تنتخب السلف .. لكن قال ننتخب اللي عندهم خبرة أكثر .. وإن الإخوان هم رجال المرحلة . ، وصفوت حجازي قالها صريحة .. "

ابتسمت في نفسها .. فكانت قبل نزولها تجمع أوراق الدعاية لتملأ به حقيبتها .. فالطريق قد يطول ، ومن ستلقاهم كثير .. وهذه فرصة لحديث معهم بدورهم في الانتخابات !
رُبما كانت طبيعة نشأتها .. جعل شيء مثل الانتخابات - السياسة عامةً - أمر طبيعي .. كانت تجربتها الأولى عام 1995 .. وهي ذات الأعوام الثلاث ..
رغم أن ملامح تلك الأيام لم تحتفظ بها ذاكرتها جيدًا .. تذكر فقط ازدحام .. هرولة .. ضجيج .. وصخب !
تُخبرها والدتها .. أن الأمن حينها اعتقل كل أبناء التيار الإسلامي - الإخوان - .. ومن أبقى عليهم طاردهم يوم الانتخابات .. وكانت المطاردات تتم على أسطح المنازل .. من منزل لآخر .. حتى أنه كان من الممكن القول أن والدي ، وبقية المرشحين أصبحوا في نهاية اليوم فُرادى !

تجربة انتخابات 2005 .. لن تُنســى - الأفضل بالنسبة لها - .. لازالت صورها ، وأحداثها عالقة بالذاكرة لا تُمحـى .. رائحة الغاز المسيل للدموع ، أصوات القنابل ، والطلق الناري .. حصارهم في المنازل .. حظر التجوال .. انسحاب القضاة .. فرحتهم بالفوز ثُمّ تلاعب يُعلن خسارتهم ..
- حتى الآن تأتي صور انتخابات مجلس الشعب بسنورس في الصور الأرشيفية المُعبرة للعاشرة مساء ، والجزيرة ، وغيرهم .. !! -

تجارب كثيرة بينية .. خُتمت بشعب 2010 .. الاستفتاء ، ومن ثم الانتقال إلى انتخابات النقابات المُختلفة ..
كُلّ هذه الأحداث تدور بذاكرتها .. في حين أن المواصلة فعليًا لم تأخذ سوى ربع ساعة - بالكثير - !

نزلت في المكان المُحدد .. لازالت تُكمل تأملها للشارع .. تشعر أن هناك كرنفالاً ما .. أو معرضًا مُقام ..
كَمْ هائل من المُعلقات ، والمُلصقات ، لوح ، بانرات .. كُلّ شيء .. من كُل الأطياف .. الناس بمختلف أنواعها ..
فقط ؛؛ ما عليك سوى أن تتجول في الشارع لترى كل أنواع ، وألوان المٌرشحين .. !
شيء ما .. كان يجعلها تبتسم وهي تنظر لهذا الكم الهائل من الدعايا ..
- الشعب كان عنده كبت ! ! -



.
.
.

انهت تلك المواعيد المتتالية .. الساعة الآن تتجاوز العاشرة مساءً .. تقف في منطقة هادئة إلى حد كبير ..
إحدى الأخوات ::
- سمية .. هتركبي معانا ؟!
- لا .. هرجع مشي ..
- كعادتك مجنونـــة !

انطلق كُل في طريقه ..
سَارت إلى منزلهــا .. لا تدري بالضبط لماذا كانت تسير بخطوات مُتسارعة .. ؟! رغم أنها كانت في أشد الحاجة لتنفس الهواء البارد بهدوء !
يبدو أنها كانت تُلائم الحياة ، وتُسايرها ورُبما تنافسها .. في سرعتهــا ..
فلماذا تسير بسرعة أبطأ منها ؟؟!!
هكذا اقنعت نفسها .. سرعتها طبيعية .. فكل شيء أصبح مٌسرعًا .. !



ولا زالت تَبتسم رغم كُلّ شيء . . . . . .
: )


----

بعيدًا عن كل هذا.. أريد أخذ أجازة من التفكير - أريد إعطاء عقلي أجازة ولو دقائق فقط ! -
أريد أيضًا أخذ أجازة من الجامعة .. فترة أمارس فيها النشاط بدون دراسة أو اختبارات !

أريد أيضًا أنـ ..... !

مُجــرد حُلــمـ ،، وليس على الحَالم حَرج !!


.
.
.


سُميّة ،،

- اذكرونا بدعواتكم ! -



---

لملاحظاتكمـ ..